responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 88
وملازمون لجهنم الخذلان وسعير الإمكان هُمْ فِيها خالِدُونَ الى ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله
أَلَمْ تَرَ ايها الرائي إِلَى الكافر العابد للطاغوت وهو نمرود اللعين المكابر المعاند الَّذِي قد حَاجَّ على وجه الجدال والمراء مع إِبْراهِيمَ صلوات الرّحمن عليه فِي شأن رَبِّهِ وذلك سبب أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وأبطره عليه وغره به وذلك وقت إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ إلزاما له حين أخرجه من السجن فسأله عن ربه الذي يدعى الدعوة اليه رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي يوجد من العدم وَيُمِيتُ يرد اليه بعد إيجاده قالَ اللعين مجادلة ومكابرة أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ايضا بالعفو والقصاص قالَ إِبْراهِيمُ تصريحا لإلزامه من غير التفات الى كلامه فَإِنَّ اللَّهَ القادر على عموم المقدورات يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ أنت ايها المسرف المعاند بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ العاصي اللعين الَّذِي كَفَرَ بالله بدعوى المعارضة معه فصار مبهوتا متحيرا وَبالجملة اللَّهُ الهادي للكل لو شاء وتعلق مشيئته لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الخارجين المجاوزين عن حدود الله التاركين آداب العبودية معه
أَوْ كَالَّذِي اى الم تر الى الشخص الذي قد مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ هي بيت المقدس في زمان قد خربها بختنصر فرآها وَهِيَ خاوِيَةٌ ساقطة حيطانها عَلى عُرُوشِها قالَ محاجا مجادلا لا منكرا للحشر والنشر أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها اى كيف يقدر على احياء أهلها وهم قد انقرضوا واندرسوا الى حيث لم يبق منهم اثر فَأَماتَهُ اللَّهُ فجأة إظهارا لقدرته وتبيينا لحجته والبثه مِائَةَ عامٍ ميتا كالأموات الاخر ثُمَّ بَعَثَهُ وأحياه بعد تلك المدة ثم سأله هاتف بان قالَ كَمْ لَبِثْتَ في هذا المكان ايها اللابث قالَ لَبِثْتُ يَوْماً فالتفت الى الشمس فرأها باقية قال أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ له السائل أنت ما تعرف مدة لبثك في هذا الموضع فكيف تنكر الحشر بَلْ قد لَبِثْتَ أنت فيه مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ ايها المكابر المنكر للحشر الجسماني بنظر العبرة إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ولم يتغير من كمال قدرة الله على حفظه مع سرعة تغيره وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ كيف تفرقت عظامه وتفتتت أوصاله واجزاؤه مع بطؤ تغيره وتفتته وَبعد ما نظرت إليهما معتبرا تذكر قولك حين مرورك على القرية انى يحيي هذه الله بعد موتها فالزم ثم قيل له من قبل الحق وانما فعلنا ذلك معك ايها المنكر للحشر والنشر لِنَجْعَلَكَ آيَةً حجة ودليلا لِلنَّاسِ القائلين بالحشر الجسماني على المنكرين المعاندين له وَبعد ما تحققت حالك انْظُرْ بنظر العبرة إِلَى الْعِظامِ الرفات التي تعجبت من كيفية إحيائها بل أنكرت عليها كَيْفَ نُنْشِزُها نركب بعضها مع بعض ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً بعد تتميم تركيب العظام على وجهها فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ امر الحشر الزم واسلم حيث قالَ أَعْلَمُ يقينا أَنَّ اللَّهَ القادر المقتدر عَلى احياء كُلِّ شَيْءٍ مبدئا مبدعا قَدِيرٌ على احيائه موجدا معيدا مرة بعد اخرى وكرة بعد اولى
وَاذكر يا أكمل الرسل وقت إِذْ قالَ جدك إِبْراهِيمُ الخليل الجليل صلوات الرّحمن عليه وسلامه حين أراد ان يتدرج ويرتقى من العلم الى العين ثم الى الحق رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ له ربه تنشيطا له على الترقي أَتقول ذلك وَلَمْ تُؤْمِنْ ولم تذعن وتوقن أنت ايها الخليل بانى قادر على الإيجاد الا عادى كما اننى قادر على الإيجاد الابداعى قالَ بَلى قد آمنت وأذعنت يا ربي بانك على كل شيء قدير وَلكِنْ انما سألتك المعاينة لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي بها ويزيد بصيرتي بسببها وحيرتي منها قالَ سبحانه

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست